الارشيف

كشفت برقيات دبلوماسية امريكية سرية سربها موقع "ويكيليكس" الالكتروني عن نشاط استخباراتي أمريكي كثيف من اسطنبول ، بهدف التجسس على الداخل الايراني.

ونقلت صحيفة "السفير" اللبنانية عن برقية دبلوماسية امريكية سربها موقع "ويكيليكس" تعود إلى سبتمبر/ايلول 2009 " أن دبلوماسيين أمريكيين في اسطنبول قالوا أن عددا من مصادر مكتب مراقبة ايران التابع للقنصلية الامريكية في اسطنبول، "قد حذرونا خلال الأسبوع الماضي من أن مسئولين ايرانيين طلبوا منهم وقف التواصل معنا".

ويذكر الدبلوماسيون الأمريكيون ان مصدرا أساسيا حذف اسمه من الوثيقة عاد موقتا إلى ايران لتسوية الأمور.

ويعتبر الأمريكيون في هذه التحركات الايرانية "إعادة تأكيد على ان النظام الايراني يعير انتباها لمحاولاتنا الحصول على المعلومات من خارج ايران".

وتشير البرقيات إلى أن صحفية ايرانية تحمل الجنسية البريطانية، وتعمل لدى قناة "برس تي في" البريطانية منذ صيف العام 2007، "كانت مستعدة لمشاركتنا بمعلومات عن داخل برس تي في والعمليات الصحفية في مؤسسة الإذاعة الايرانية "ايريب"، لكنها قالت لنا ان رئيس تحريرها في طهران حذرها الأسبوع الماضي من مواصلة التواصل مع أي دبلوماسي أمريكي في اسطنبول يسأل عن ايران"، فيما نقلت الصحفية للأمريكيين أن منزلها تعرض للاقتحام وتمّت سرقة حاسوبها المحمول من دون التعرض لممتلكاتها الأخرى.

وأكدت هذه الصحفية استعدادها لمواصلة نشاطها التعاملي "واتفقنا على عدم التواصل في التجمعات التي يمكن أن يحضرها مسئولون في القنصلية الايرانية".

كما أفادت البرقيات بأن الدبلوماسيين الامريكيين اتصلوا بمنسق مجلس الاعمال التركي الايراني الذي "كان مصدرا مهما منذ أواخر العام 2007"، وطلبوا منه اجتماعا مع المجلس قبل مؤتمره المقبل في طهران، فأجاب المصدر التركي بأن عضوين في المجلس تم استجوابهما من "قبل ايرانيين يعرفونهما" ، حول اتصالات المجلس مع القنصلية الأمريكية في اسطنبول، والأسئلة المحددة التي سألها الأمريكيون عن التجارة الايرانية - التركية.

ويضيف الدبلوماسيون الأمريكيون في البرقية أنه من غير المرجح ان يقوم الايرانيون بممارسة أي ضغوط جسدية ضد مصادر في تركيا، لكون ذلك يجتاز الخط الاحمر الذي لم يتم اجتيازه بحسب الوثيقة "منذ أن طرد السفير الايراني في تركيا حينها منوشهر متكي في العام 1989، للعبه دورا مرجحا في خطف أو اغتيال عشرات المنشقين الايرانيين في تركيا في الثمانينيات"، فيما يؤكد الامريكيون "سنضاعف جهودنا للمحافظة على مصادرنا، وتوسيعها".

الى ذلك، أشارت برقية أخرى إلى أن خيار النظام الايراني وقع على رئيس بلدية طهران محمد باقر قليباف مرشحا رئاسيا لانتخابات العام 2013، كما أشارت الوثائق إلى "نفوذ كبير" لرئيس مؤسسة الإمام الخميني محمد تقي مصباح يزدي ضمن السلطة الايرانية.

في برقية تعود إلى اكتوبر/ تشرين الاول 2009 ، ذكر الدبلوماسيون الامريكيون انهم التقوا رجل الاعمال التركي كيهان اوزدمير مدير شركة "بارس انفست"، وهي شركة تركية تمتلك مشاريع بناء وعقارات واستثمارات في مجال الطاقة في ايران".

وينقلون عنه قوله "إنه يتمتع بشراكات في مجال الاعمال مع اتصالات مباشرة بعائلة المرشـد الاعلى للثـورة الاسلامية آية الله خامنئي، بما في ذلك شريك ايراني لديه علاقة مباشرة بنجل خامنئي، مجتبى".

وفيما أشار اوزدمير إلى انه لا يشارك في "المؤتمرات التجارية الايرانية التركية، لأنها مجرد مناسبات صورية"، مؤكدا أنه من الضروري أن يحصل الاجنبي على حماية من جهة ايرانية نافذة تتصل بالحرس الثوري أو خامنئي كي يستطيع مواصلة أعماله في ايران.

وأكد اوزدمير أن رئيس بلدية طهران محمد باقر قليباف هو الوحيد بين القيادات الايرانية العليا الذي يفهم ويدعم مفهوم الخصخصة الغربي وحاجة ايران إلى قطاع خاص أكثر قوة.

ومن أهم المعلومات التي نقلها اوزدمير للامريكيين، "أنه من خلال تواصله مع مسئولين في بلدية طهران يعملون مباشرة مع قليباف، "رأى أن قليباف في خضم حملة كاملة استعدادا للانتخابات الرئاسية في العام 2013"، مؤكداً أن الأخير يعمل بشكل فاعل لضمان دعم خامنئي، وأن قراره عدم الترشح في الانتخابات الماضية، كان مبنيا على تفاهم ضمني بان بقاءه خارج المنافسة سيهيئه ليكون "خيار النظام المفضل" في المرة المقبلة. وبحسب اوزدمير فإن قليباف يستخدم صلاحياته لضمان "تمويل لحملته".

كما حث اوزدمير الامريكيين على "عقد صفقة" مع ايران قريبا لأن "الوقت ينفد"، في إشارة إلى تراجع وضع صحة خامنئي.

وفي برقية أخرى تعود إلى سبتمبر/ أيلول 2009، ينقل الدبلوماسيون الأمريكيون عن جامعي ايراني قوله إن مصباح يزدي "أكثر قوة من (الرئيس الايراني محمود) أحمدي نجاد"، وإنه لعب دوراً مهما في تزوير الانتخابات الايرانية، وأنشطة سلطوية أخرى.

كما وصف يزدي بأنه يتبنى ايديولوجيا سياسية "معادية للديمقراطية بعمق"، ويفضل البقاء "في الظلّ".

ووصف الجامعي الايراني المعارضة الايرانية بانها "تحالف مجموعات مختلفة عديدة، ينقصها التنظيم، وتواجه مشاكل التوجه النهائي والقيادة"، معتبرا أن زعيم المعارضة مير حسين موسوي "عنيد ولا يتمتع بكاريزما، ومهدي كروبي شجاع لكنه لا يتمتع بتحالفات في مؤسسات السلطة، اما الرئيس السابق محمد خاتمي فحذر وضعيف". لكنه اعتبر أن الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني "ذكي ويتمتع بشخصية قوية، ويبقى مهما في المدى القصير للمناورات السياسية داخل النظام، وتحويل الأموال لدعم المعارضة".

كما اعتبر المصدر الإيراني ان خامنئي ليس مقربا شخصيا من نجاد ولا يدعمه فعليا، "لكنه عالق بين مطرقة رفسنجاني وموسوي، وسندان مصباح يزدي ونجاد وحلفائهم في الحرس الثوري" .

وذكرت صحيفة "ال باييس" الاسبانية ان ايران منعت تصفح صفحاتها، لأنها نشرت برقيات عن الاوضاع الداخلية في ايران.



اذا اعجبتك هذه التدوينة فلا تنسى ان تشاركها وتساعدنا على نشر المدونة ، كما يسعدنا ان تنضم الى قائمة المشاركين (نشرات rss)

0 comments:

Post a Comment


Search


الاكثر قراءة