الارشيف

قال المحامى والقيادى الإخوانى السابق مختار نوح إن الأمر خارج عن نطاق السيطرة بميدان رابعة العدوية لانه ليس هناك قيادة مركزية ولا قيادة استراتيجية عقائدية ، مشيرا إلى أن الكل يفتى ويخرج على المنصة يتحدث ويحشد.


وأوضح أن الإخوان يحشدون أنصارهم بطريقة الخندقة وصناعة العدو واختلاق قضية كـ"الاسلام فى خطر"، فيشعر الناس أن هناك خطرًا على العقيدة وهنا تبدأ مرحلة خروج الرؤى كرؤية الرسول وتقديم مرسى لإمامة الصلاة، وبعدها يصنعون المعركة والعدو كاختلاقهم عداوة مع شيخ الأزهر وبابا الكرازة المرقسية.


وأشار "نوح " فى حوار مع قناة " سى بى سى" إلى أن سقف المطالب انخفضت لدى جماعة الإخوان فبعد إصرارهم على عودة مرسى للرئاسة أصبحت مطالبة مقتصرة على إخلاء سبيله، موضحا أن جاهزية الإخوان تقلصت بعد استمرار الإعتصام، خاصة مع حالة الحشد المضاد من الأعم، مؤكدا أنه من العقل والمنطق لن يقبل سكان 40ألف وحدة سكنية فى رابعة العدوية بحالة "القرف" وصناعة الحمامات فى الشارع.


وقال إن هناك نوعين من الوساطات الإخوانية فهناك وساطة مباشر كالشيخ محمد حسان تتم مع الجيش والرئاسة، وهناك وساطة غير مباشرة من أشخاص لا يعربون عن هويتهم الإخوانية، مشيرا إلى أنه التقى عدد من الأشخاص تقدموا إليه للتوسط دون التصريح المباشر بطلب الوساطة لكنهم طلبوا التدخل لإنقاذ الموقف وعرضوا الحلول، موضحا أن عددهم كان 6أشخاص تقابلوا معه لكنهم لم يعلنوا عن أنهم من طرف الإخوان، مشيرا إلى أنهم تخلوا عن مرسى وموافقون على عزله لكن بصورة كريمة.


واعتبر أن رجل الأعمال حسن مالك والدكتور محمد على بشر، هما الأصلح للتفاوض مع القوى السياسة وللتفويض بحل الأزمة الراهنة لأنهم كلاهما على خلق وعلى فكر، مشيرا إلى القيادات المتواجدة فى السجن لن تتخلى عن مكانهما لتفويض مالك وبشر، مشيرا إلى أنهما لو أداروا الأزمة الآن لتوصلا لحلول.

تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مستندات تثبت تورط كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة "حماس، في تنفيذ أعمال إرهابية بمصر تضامنا مع جماعة الإخوان المسلمين.


وتطابق المستند التاريخ مع ما أعلنته قيادات الإخوان عن تهديدات بتنفيذ عمليات إرهابية بشتى أنحاء مصر.


وجاء بالمستند الذي حصلنا عليه أن كتائب عز الدين القسام تدعو أنصارها بسيناء لتنفيذ هذه الهجمات، ردا على ما سموه بممارسات "عسكر كامب ديفيد" وقيام الجيش المصري بهدم الأنفاق ومطاردة الجماعات المسلحة بسيناء.

أشارت تسريبات غير مؤكدة من داخل وخارج دمشق إلى احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية في سوريا وفق اتفاق أميركي - روسي، ما يسمح للرئيس السوري بشار الأسد بالبقاء في السلطة لمدة عامين بعد انتهاء ولايته في يوليو 2014، حسب نص الدستور.


وقال الأسد في مقابلة مع قناة تلفزيونية تركية إنه لن يتردد في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة إذا كانت هذه رغبة الشعب السوري، الأمر الذي زاد من التكهنات حول جدية التسريبات المذكورة.


وذكرت التسريبات أن الاتفاق الروسي - الأميركي الأخير يحبذ بقاء الأسد لاستكمال مسألتي تفكيك ترسانة سوريا الكيمياوية، والقضاء على الجماعات المسلحة المتشددة.


أما الأسباب التي استندت إليها التسريبات بشأن التأجيل، فتنوعت بين وجود ملايين المهجرين والنازحين السوريين، وانعدام وجود سفارات للنظام في معظم أرجاء العالم، إضافة إلى الوضع الأمني المتردي وانعدام سيطرة الدولة على مناطق في سوريا.


وهي أوضاع يتعذر معها إجراء الانتخابات وتسمح للأسد بالبقاء في السلطة والاستمرار في ممارسة مهامه الرئاسية، استناداً إلى نص الفقرة الثانية من المادة 87 في الدستور السوري.


ويعد بقاء الأسد في السلطة بعد انتهاء ولايته في 16 يوليو 2014، أسوأ سيناريو كانت تخشاه المعارضة السورية. وقد سقطت هذه الأنباء كالصاعقة على المعارضة التي كانت ترفض في أحسن الأحوال استكمال الأسد لولايته الرئاسية، لكنها قد تضطر إلى قبول واقع بقائه لأكثر من ذلك.


تبقى هذه أنباء غير مؤكدة، لكنها مع واقع الأزمة السورية قد تصبح جائزة في ظل ما مرت به هذه المشكلة من تسويات أفرزها العجز الدولي .

رأيت الفريق عبدالمنعم رياض للمرة الأولى عندما كان «باش شاويش» الكلية الحربية بعد تخرج دفعة حافظ إسماعيل، التى تولت بعد ذلك إدارة الكلية، وكنا نحن فى القسم المتوسط، من يوليو 1937 إلى فبراير 1938، ثم تولينا إدارة الكلية كضباط صف بها. كان رياض -رحمه الله- عابس الوجه، شديد العسكرية، ولم يكن بينى وبينه أى عمار، حتى إنه كان يعطينا طابورا زيادة دون سبب، ولذلك كنت دائماً أحاول جاهداً ألا أقابله فى ممر أو طريق حتى لا أتعرض لعقابه.


وتخرجنا وتفرقنا، توجه هو إلى سلاح المدفعية المضادة للطائرات، وكان من «الفطاحل» فى هذا المجال، وتوجهت أنا إلى المشاة وشققت طريقى. ولم نلتق فى أثناء الخدمة إلا قليلا جدا، وفى مناسبات متباعدة، إلى أن عدت من الكونغو وألحقنى المشير بالعمليات الحربية لأتولى قسم التخطيط فى هذه العمليات، وكان رئيسها الفريق محمد فريد سلامة، وكان الفريق رياض نائب رئيس هذه العمليات، وبدأ احتكاكنا ببعض، وكان أهم شاغل لنا ولهيئة العمليات فى هذه الأيام، هو وضع خطة دفاعية سليمة، أذكر أن اسمها كان «نمر» أو «فهد». كان ذلك فى العام 1961، وكان الفريق رياض يتولى تدريب الجند على هذه الخطة قبل نقلى إلى العمليات. وفى مؤتمر دراسة الخطة أجريت تعديلاً جوهرياً فى بنودها، على أساس النطاقين الأول والثانى الدفاعيين، وكيفية وضع النسق الثانى والاحتياطيات، فعارضنى الفريق رياض طويلاً، ثم قال لى فى نهاية النقاش: «الفيصل هو الأرض»، فقلت له: إننى أعرف أرض سيناء جيداً وأحفظها عن ظهر قلب. ووقتها انتقل هو ومعه بعض ضباط العمليات إلى سيناء، فى رحلة استغرقت أسبوعاً، عاد بعدها وقال لى: «أنا أحترمك وأحترم رأيك وتفكيرك العسكرى، ولقد عدّلت الخطة على أساس ما ذكرت من آراء». وكانت هذه بداية صداقة ومحبة قلبية بيننا. وأصبح يأخذ رأيى فى كل خطوة يخطوها فى العمل بعد ذلك. وكان المشروع الاستراتيجى الذى تم على مستوى القيادة العامة، باشتراك الجيش الأول فى سوريا، مجالاً آخر عظيماً لعملنا معاً ودراسة كل منا للآخر.


ودارت الأيام حتى جاء عام 1965 وتزاملنا فى الدراسة بالأكاديمية، وكنا دفعة واحدة، وعملنا معاً، واشتركنا فى المشروع على مستوى مجموعة الجيوش، كان هو القائد وأنا رئيس الأركان فى المشروع، فزادت الألفة والمعرفة والمحبة بيننا. وأذكر أنه عندما سمع بقرار تعيينى رئيساً لمؤسسة تعمير الصحارى، اتصل بى وقال لى «كيف تقبل هذا؟! سأقابل المشير وأذكر له أنه ليس لدينا مثلك فكيف يفرط فيك؟ وكم من الأعوام نحتاج لنعلم ونبنى جنرالاً فى مثل علمك ومعلوماتك وخبرتك؟».


والتقينا مجدداً فى سيناء، عام 1967 قبل الاعتداء، فى مطار تمادة، وقد استدعته القيادة ليذهب إلى الأردن فقال لى: «لا تتركوا صلاح محسن لوحده كيف يكون مصير البلد فى يده فى هذه الفترة العصيبة؟». وحدثت النكسة وعاد من الأردن، وتولى رئاسة أركان القوات المسلحة، وكنت أنا قائد الجبهة، وكان يحلو له المرور وزيارتى من وقت لآخر، ونتجاذب أطراف الحديث عن كيفية مواجهة الأزمة.


كان عبدالمنعم رياض يقول دائماً: «لا أحد يستطيع أن يناقشنى فى عملى إلا شخص واحد هو أحمد إسماعيل». وبعد وفاته، وتعيينى رئيساً للأركان بدلاً منه، كان من الصعب علىَّ فى بداية الأمر أن أدخل مكتبه وأجلس على نفس الكرسى الذى كان يجلس عليه منذ أيام قليلة. فى الحقيقة كانت نفسيتى سيئة، وكلما دخلت المكتب شعرت بوجود عبدالمنعم رياض، لم أستطع تقبل فكرة أن أدخل المكتب فلا أجده؛ لذلك رفضت الجلوس فى مكتب الفريق رياض لفترات طويلة، واخترت بدلاً منه مكتباً مجاوراً احتراماً لعبدالمنعم رياض وتقديراً له، حتى جاء يوم فوجئت فيه بحضور شقيق عبدالمنعم بنفسه إلىَّ، وأخذنى من يدى ودخل بى إلى المكتب وقال لى: «اجلس يا أحمد على كرسيك»، وعندما رفضت سارع بالقول: «خلاص.. سأجلس أنا أولاً على كرسى عبدالمنعم لكى توافق على الجلوس».


ولن أنسى يوم 9 سبتمبر 1969 الذى أزحت فيه الستار عن تمثال عبدالمنعم رياض فى أكاديمية ناصر العسكرية، ويومها قلت فى كلمتى عنه «عاش بطلاً ومات بطلاً». وكان هذا آخر عمل دعائى لى فى القوات المسلحة. ونشرت «الأهرام» بعدها بيومين كلمتى التى ارتجلتها فى الكلية الحربية أوصيهم بالعلم والمعرفة.


ولذا فمهما مرت الأيام، وتوالت الذكريات، فإننى لا أستطيع نسيان ذلك اليوم الذى استشهد فيه هذا البطل. والذى بدأ منذ يناير عام 1969، أى قبل نحو شهرين من استشهاده. حينما كنت أتولى رئاسة هيئة العمليات بالقوات المسلحة، وقررت فى بدء خطة هدفها تدمير خط بارليف بالكامل، وإلحاق الخسائر بأفراد العدو. وقررت قصف خط بارليف بالمدفعية المصرية يوم 8 مارس 1969، ونجحت تلك الضربات فى هدم الدشم الحصينة التى أقامها الإسرائيليون للمرة الأولى. لقد استمر هذا القصف خمس ساعات متواصلة، وفى صباح 9 مارس 1969 توجه الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس الأركان، إلى المواقع الأمامية لمشاهدة نتائج القصف بنفسه، وأدرك العدو وجود رئيس الأركان فقصف الموقع، ليسقط شهيداً، ولينتابنى أنا الحزن الشديد على رحيل هذا البطل، الذى كان يتمتع بخصال الرجال، ويزيد عليها فى مستواه الثقافى والعسكرى الراقى الذى يتمتع به. وقبل كل هذا كان صديقاً أثر فـىَّ رحيله بشدة، كنا كثيراً ما نتنافس فى المعلومات العسكرية، وعندما كنت أكسبه، كان يقدم لى زجاجة كوكاكولا، وهو يضحك قائلاً بسعادة: «لك عندى رهان»، لذا لم أتمالك دموعى وهم يخبروننى باستشهاده، كنت أبكى لإدراكى حجم خسارة مصر برحيل هذا الرجل.


أعود الآن إلى قضية الحرب مع إسرائيل، وكما سبق أن قلت كنت مشغولا طوال فترة تقاعدى باصطلاح الحدود الآمنة، الذى يستخدمه المسئولون الإسرائيليون فى مواجهة الضغوط التى تطالبهم بالانسحاب من المناطق المحتلة، وفى تبرير مطالبتهم بضم أجزاء من المناطق المحتلة (كما وضح فى تصريح جولدا مائير لصحيفة التايمز اللندنية فى 8/3/1971 الذى حددت فيه المطالب الإسرائيلية الإقليمية)، وذلك فى نطاق الاتصالات السياسية لحل الأزمة فى الشرق الأوسط بالطرق السلمية، بينما اصطلاح الحدود الآمنة فى حقيقة الأمر هو اصطلاح دخيل على الاستراتيجية العسكرية، تستخدمه إسرائيل للتعبير عن رغبتها فى التوسع الإقليمى -وهو هدفها الرئيسى- وهو كلمة مخادعة براقة، تحمل معنى الدولة التى ترغب فى أن تعيش فى أمن وسلام ولا تبغى من اعتداءاتها التى تضطر إليها إلا أن تكون لها حدود يمكن الدفاع عنها، وبذلك توهم دول العالم بعدالة مطالبها.


ومن ثم فإن الحدود الآمنة اصطلاح لا ينسجم مع المعركة الحديثة فى عصرنا، وبعد أن ثبت فشل مثل تلك الحدود فى الحرب العالمية الثانية، إذ أمكن التغلب على خط «ماجينو» -الذى استنفد ملايين الدولارات فى إعداده وتجهيزه- فما بالنا اليوم بالتطورات الحديثة فى الطيران والصواريخ والأقمار الصناعية والإبرار الجوى والبحرى وخلافه. وهل الحدود الآمنة عبارة عن حدود طبيعية مثل الجبال والأنهار والوديان؟ وهل فى زماننا المعاصر تعتبر مثل تلك الصفات الجغرافية الطبيعية موانع للأسلحة الحديثة والمعدات البرمائية والمعدات التى تسير فى الصحراء وعلى جميع أنواع الأراضى، خصوصاً بعد التوسع فى استخدام الطائرات العمودية (الهليوكوبتر) التى تتمكن من نقل المعدات والأفراد عبر أى نوع من الحدود والأراضى؟


إن إسرائيل تدعى أنها ترغب فى حدود آمنة مع جيرانها العرب، أى نوع من الحدود تلك التى تكون آمنة؟ وما شكلها؟ أهى حدود طبيعية: جبال - صحراء - أنهار؟ وهل تكفل هذه الحدود لها الأمن حقيقةً؟ وهى حدود آمنة مِن مَن؟ ومن أى نوع من العمليات؟ أمن قصف المدفعية، أم من الطيران، أم من الهجوم المدبر، أم من التسلل؟ وهو تسلل الفلسطينيين الفدائيين عبر الحدود إلى أراضيهم الأصلية ووطنهم السليب، وقد أكدت جميع النظريات العسكرية أنه لا يمكن منع تسلل الأفراد مهما عظمت القوات المدافعة ومهما كانت مناعة المواقع الدفاعية؛ فالتسلل ممكن عبر أى نوع من الأراضى وأى نوع من الحدود، وعلى ذلك فكلما كبرت الحدود وزادت قلت فرص الدفاع عنها، وبالتالى سهل التسلل منها.


هل تسعى إسرائيل إلى حدود آمنة من قصف نيران المدفعية ضد المستعمرات والمدن؟ على الرغم من علمها بأن مدى الأسلحة الحديثة زاد زيادة كبيرة وأمكن بالمدفعية أن يتم الضرب وبدقة إلى مسافة تصل إلى 25 كم وأكثر، فهناك من الصواريخ متوسطة المدى ما يمكنها أن تصل إلى 80 كم وأكثر، وعلى ذلك مهما كانت الحدود، سواء أكانت صحراوية أم صلبة أم مائية، فلن تمنع من قصفات المدفعية، كذلك فإن سرعة الطيران الحديث والطيران المنخفض الذى يصعب اكتشافه على مسافات بعيدة بواسطة الرادار، ذلك كله جعله يتمكن من عبور أى نوع من الحدود بسرعة فائقة قبل أن يتم اكتشافه، أى إن فرصة الإنذار لن تكون كافية مهما كانت اليقظة ومهما كانت الحدود.


ودار فى رأسى العديد من الأسئلة العسكرية، ومنها كيف تحمى الحدود الآمنة إسرائيل من هجوم الدول العربية عليها؟ كيف تمنع الحدود أى عمليات هجومية مفاجئة؟ فإن مفاجأة الضربة الأولى، سواء كانت جوية أو برية يمكن تحقيقها، لكن العبرة بتلقى الضربة وامتصاصها، ثم توجيه الضربة المضادة، ولم تمنع سيناء ورمالها وجبالها إسرائيل من القيام بالعمليات الهجومية، وعلى العكس أيضاً لن تمنع سيناء قواتنا من القيام بالعمليات الهجومية فى الوقت المناسب.


الحدود الآمنة لمن وضد من؟ آمنة لإسرائيل ضد الدول العربية أم ضد أصحاب فلسطين الشرعيين؟ إذا كان التأمين ضد الدول العربية فإن الدول العربية هى التى تطالب بالحدود الآمنة ضد إسرائيل التى بدأت بالعدوان واعتدت على حدودنا أعوام 48، 56، 67 إذن فإن المنطق يقتضى العكس، فليس من العدل أن تطلب الدول المعتدية أن تؤمن حدودها ضد الدول المعتدَى عليها.


وانتهيت إلى الخلاصة أن «الحدود الآمنة لن تكون كذلك، ولن تؤمن إسرائيل ضد أى نوع من العمليات الحربية إذا كانت النية مبيتة للقيام بأى نوع من العمليات، سواء كانت عمليات إزعاج أو هجوماً فعلياً».


 


ومنذ انتهاء عمليات يونيو 1967 لم يكف المسئولون الإسرائيليون عن إعلان التصريحات والتفسيرات حول الحدود الآمنة، والمناطق التى ترى إسرائيل الاستيلاء عليها ما يحقق الأمن لها. ولنناقش المناطق التى ترى إسرائيل أنها تؤمن حدودها على لسان مسئوليها، وهل حقيقة ضم هذه المناطق لإسرائيل يحقق لها الأمن؟


طالبت إسرائيل بوجود عسكرى لها فى شرم الشيخ لتأمين الملاحة الإسرائيلية فى خليج العقبة (كما جاء فى تصريح جولدا مائير وفى تصريحات موشى ديان) فهل تأمين الملاحة يحتاج إلى شرم الشيخ وخليج العقبة؟ بنظرة عسكرية مبسطة نستطيع أن نقول: إذا احتل العدو هذه المنطقة يمكن تعطيل الملاحة من أماكن أخرى، وإذا احتل العدو الشاطئ المصرى يمكن تعطيل الملاحة من الشاطئ السعودى المقابل، كما يمكن تعطيل الملاحة من ميناء العقبة نفسه، وإذا كانت منطقة تيران هى أضيق منطقة فى الخليج enterpriseفهناك الآن الأسلحة الساحلية، سواء كانت مدفعية ساحلية أو صواريخ «أرض/ أرض» وهى أسلحة بعيدة المدى وتتميز بالدقة فى إصابة الهدف، مما يمكنها من غلق الخليج من الشاطئ، إضافة إلى وجود الغواصات وقدرتها على إغراق أى قطعة بحرية فى المضيق، فتتعطل الملاحة فى الخليج المغلق فى نهايته، فضلاً عن إمكانية استخدام الطيران فى إغراق بعض القطع البحرية فى المضيق.


ثم إن هناك نقطة أخرى يجب ألا نغفلها هنا وهى: إذا كانت إسرائيل تطلب احتلال مضيق تيران بقواتها لتأمين ملاحتها إلى ميناء إيلات وهى الدولة المعتدية، فكيف تؤمن الأردن ميناء العقبة من إسرائيل وهى الدولة المعتدَى عليها؟


وعلى ضوء ما سبق يتضح أن كل ما أورده المسئولون الإسرائيليون للتمسك بشرم الشيخ ما هو إلا حجج واهية، ترمى إسرائيل من ورائها إلى أن تمد حدودها على ساحل البحر الأحمر لمسافة مائتى كيلومتر أو أكثر على شاطئ الخليج، وحتى يمكنها استخدام الطريق البرى الذى أنشأته من رأس النقب حتى شرم الشيخ، كما تضمن وجوداً لها بصفة دائمة فى جنوب سيناء.


نعود إلى الحدود الآمنة، ونضرب مثالاً آخر بمرتفعات الجولان، فهى فى حد ذاتها ليست مانعاً طبيعياً يمنع الاستيلاء عليها، ولكنها تساعد على الدفاع، والدفاع نفسه ليس هدفاً للنصر فى الحروب، بل يعتبر مرحلة الاستعداد للهجوم أو تثبيت قوات فى جهة معينة للهجوم من جهة أخرى، ولا يتم النصر إلا بتدمير قوات العدو وفرض الاستسلام عليه، وهذا لا يتحقق إلا بالهجوم الفعلى، وإذا ركز الهجوم على أى منطقة مهما كانت مناعتها أمكن الاستيلاء عليها، وإذا كانت القوات الإسرائيلية قد أمكنها الاستيلاء على مرتفعات الجولان بالرغم من مناعتها كهضبة مرتفعة حاكمة، فإن القوات العربية يمكنها أن تستولى على المرتفعات بالأسلوب نفسه، أما بالنسبة لادعاء إسرائيل بأنها تحتل قمم الجولان حتى تمنع ضرب المستعمرات الإسرائيلية، فالأسلحة الحديثة لا تحتاج لأن توضع على المرتفعات؛ إذ إن معظم الأسلحة يمكنها الضرب من خلف الهضاب، ويمكن توجيه النيران بالطائرات، ومعظم المدفعية البعيدة المدى لا تحتاج إلى تصحيح النيران بالنظر، إذن فمطالبة إسرائيل بضم الجولان لحمايتها من الجيوش العربية أو لحماية مستعمراتها من ضربات المدفعية السورية يعتبر حجة للتوسع على حساب سوريا.


مثال آخر فى حدود وادى الأردن، وأسأل: هل هى مانع طبيعى حقيقى؟ وإذا كانت كذلك فكيف نفسر دخول وخروج الفدائيين الفلسطينيين يومياً؟ إن الحدود مع الأردن تمتد مسافة 500 كم، وسواء أكانت الحدود وادى الأردن أم خلافه، فإنها تحتاج إلى قوات كبيرة لحمايتها والدفاع عنها أو نقاطاً للمراقبة، إذن فإن الحدود مع الأردن غير آمنة، سواء كانت الحدود القديمة أو الحدود ضد وادى الأردن.


وإذا كانت الحدود هى نهر الأردن، فما الحل بالنسبة للمدن العربية والمليون عربى الموجودين حاليا غرب الأردن؟ هل ينضمون إلى دولة إسرائيل، وعندئذ يصبح داخل إسرائيل أقلية عربية قد تتسبب فى نسف إسرائيل من الداخل فى يوم ما، إذا ما أخذنا فى الاعتبار ارتفاع معدل المواليد بين العرب عنه بين اليهود وهو الوضع الذى يرفضه زعماء إسرائيل؟


وعن المناطق منزوعة السلاح، أقول إنه اقتراح ثبت فشله فى العديد من المناسبات، أذكر منها تجربتنا مع إسرائيل نفسها، فالأرض المنزوعة السلاح يمكن لأى من الطـرفين أو طرف ثالث أن يحتلها فى فترة وجيزة برا كان أو جوا، كما يمكن للدولة المشرفة إداريا على المنطقة منزوعة السلاح أن تجهزها كمسرح مستقبلى للعمليات تحت ستار التحسينات المدنية للمنطقة.


وفى حالة وجود بوليس دولى تابع لهيئة الأمم المتحدة فى المنطقة، وهناك نية من إحدى الدول لانتهاك حيادها، فإن البوليس الدولى كقوة معنوية غير مسلحة لن يتمكن من وقف احتلال هذه الأرض، وقد كان لنا تجربتان مع إسرائيل فى هذا المجال: الأولى هى اعتداء اليهود أنفسهم على منطقة العوجة منزوعة السلاح عام 1955، رغم وجود ممثلى الأمم المتحدة بعد أن طردتهم مع المندوبين المصريين واحتلالها العوجة وفرض سيطرتها عليها ولم تتحرك هيئة الأمم المتحدة، والتجربة الثانية فى حرب يونيو 1967 حين قتلت القوات الإسرائيلية قوات الأمم المتحدة الهنود فى غزة، وهى تعلم أنهم جنود الأمم المتحدة، متحدية بذلك الأمم المتحدة غير عابئة بقراراتها.


 


ويحضرنى هنا تصريح «أبا إيبان» فى حديث له مع «الأوبزيرفر» البريطانية بتاريخ 18/6/1967، قال فيه «حتى لو تم التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 121 صوتاً ضد صوت واحد لتأييد انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء خطوط الهدنة فإن إسرائيل لن تلتزم بهذا القرار».


هل تتصور إسرائيل أن الحدود الآمنة هى مشكلة عسكرية بحتة أم أنها مشكلة أسلحة وحرب، وأن الأمن مجرد حالة من الاستعداد المسلح فقط يتمثل فى ترسانة ضخمة من الأسلحة المختلفة؟ إن أى دولة تستطيع أن تصل إلى النقطة التى لا يمكنها أن تشترى مزيداً من الأمن لنفسها بمجرد مزيد من المعدات العسكرية، إن العامل الحاسم بالنسبة لأمة قوية مسلحة بالفعل تسليحاً كافياً هو طابع العلاقات الذى يحفظ أمنها الجوهرى والاقتناع بالعدالة وإعطاء كل ذى حق حقه.


ويقول مكنمارا «وزير الدفاع الأمريكى الأسبق»، فى تعريفه للأمن، فى كتابه «جوهر الأمن»: «معناه التنمية وليس المعدات العسكرية وإن كان يتضمن المعدات العسكرية، كما أنه ليس هو القوة العسكرية وإن كان يتضمنها، وليس النشاط العسكرى التقليدى وإن كان يشمله، فالأمن هو التنمية ومن دون تنمية لا يمكن أن يوجد أمن».


كما أود أن أورد هنا فقرة من التصريح الأخير لـ«بن جوريون» السياسى الإسرائيلى العتيد، والأب الروحى لإسرائيل، الذى أدلى به لمجلة «ساترداى ريفيو» فى 25/3/1971، قال فيه: «إن وجود حدود يمكن الدفاع عنها عسكريا لن يكفى فى حد ذاته لضمان مستقبلنا على الرغم من أنها قد تكون شيئاً مرغوباً فيه».


وأعود بذاكرتى إلى عام 1948 وكيف وصلت إسرائيل إلى خليج نعمة، رغم أنها لم تستول على إيلات بالقوة العسكرية، ولم تنشأ معارك فى هذه المنطقة، فإن إيلات التى تتباهى بها إسرائيل وتعطيها أهمية قصوى من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية تعتبرها المنفذ الوحيد الحالى إلى البحر الأحمر ودول آسيا وأفريقيا استولت عليها إسرائيل بعد وقف القتال فى عام 1949 فى غفلة منا ومن الأردن ومن العرب جميعاً.


الاسم العربى لـ«إيلات» وقت الانتداب على فلسطين هو «أم الرشراش»، وقد كان عبارة عن ميناء عربى صغير لقوارب الصيد، يحرسه ستة جنود وضابط صف عربى، وحتى عام 49 وبعد وقف القتال كانت لا تزال بها هذه القوة للحراسة وهى مفتوحة للبعض، ولكى تصل إلى إيلات، كان يجب أن تمر بـ«رأس النقب» وهى منطقة جبلية مرتفعة جدّا، بها طريق جبلى ضيق مرتفع وممتدة فى اتجاه البحر، والطريق نصفه يمر بأرض مصرية والنصف الآخر فى أرض فلسطين، ثم ينحدر نحو البحر إلى طابا، وهى ميناء ضيق مجاور لبئر مياه، وهى أيضاً منطقة صيد، ومن طابا تمر على شاطئ البحر إلى إيلات مسافة 3 أو 4 كم ثم بعد خمسة كيلومترات تصل إلى العقبة، أى إلى العقبة وإيلات على مرأى العين، وبالعكس تقع إيلات بين طابا فى الأراضى المصرية والعقبة فى الأراضى الأردنية مواجهة للأراضى السعودية.


وهذه المنطقة عموماً هى منطقة خلال 20 كم، بين أربع دول هى السعودية والأردن وفلسطين ومصر، ويمكن لأى فرد أن يبدأ من رأس النقب إلى طابا إلى أم الرشراش إلى العقبة إلى الأراضى السعودية متنقلاً بسيارته فى وقت وجيز.


والعقلية اليهودية وضعت فى اعتبارها أهمية هذه المنطقة، وبمجرد وقف القتال عام 1948 استولت على «أم الرشراش» دون قتال، واعتبرتها ميناء إسرائيليا وأنشأت ميناء للداخل يربط «أم الرشراش» بباقى الدول شمالاً.


ومع عجزنا عن القيام بعمل إيجابى، وصلنا إلى طابا ووضعنا الألغام والأسلاك الشائكة ووضعنا قوة صغيرة مجاورة لإيلات، وبدأنا التفكير بعد الحرب فى كيفية منع إسرائيل من الاستفادة بهذا الميناء، باتخاذ إجراءات سلبية لحرمان إسرائيل من الانتفاع بهذا الميناء.


ونعلم أن البحر الأحمر فى شماله وعند منطقة رأس محمد جنوب سيناء يتفرع إلى خليج العقبة وخليج السويس، وأن مدينتى العقبة والسويس لهما تاريخ قديم من ناحية التجارة مع دول آسيا ومواسم الحج وخليج العقبة، ويستمر البحر شمالاً بين الشاطئين: السعودى والمصرى لمسافة 300 كم، إلى أن يصل إلى منطقة إيلات، وتمثل مواجهة حوالى 5 كم من الشاطئ إلى حدود ميناء العقبة، أى إن الملاحة فى الخليج بين ساحلين سعودى ومصرى، تصل إلى ميناءى إيلات والعقبة، وتقع عند مدخل الخليج وأمام رأس نصرانى بالذات جزيرتان. وعلى الشاطئ المصرى مضيق «إنتر بريز» الذى لا يسمح إلا بمرور سفينة واحدة ذهاباً أو إياباً، والمنطقة حوله كلها شُعب صخرية خطيرة بالنسبة للملاحة، وعلى ذلك فإن البواخر فى هذه المنطقة تهدئ من سرعتها وتسير فى الممر القريب من الشاطئ المصرى، وبذلك يمكن منع مرور السفن فى هذا الممر بأى نوع من الأسلحة، لذلك يمكن من خلال جزيرتى صنافير وتيران ومدينة رأس نصرانى التحكم فى منطقة المرور فى الخليج، ولخدمة رأس نصرانى استخدم ميناء شرم الشيخ وهى جنوب رأس نصرانى كميناء آمن، ووضع رصيف متحرك وأصبح ميناء صناعيا صالحا لرسو السفن الصغيرة، وتم إنشاء مطار بشرم الشيخ ومنطقة إدارية لخدمة منطقة رأس نصرانى التى تتحكم فى الملاحة.


وفى هذه المنطقة أعراب قلائل، والمياه غير متوافرة، لكنها منطقة بها جبال شاهقة ومناطق طبيعية جميلة صالحة جدا للسياحة، وبجوار طابا هناك جزيرة فرعون، والشاطئ فى هذه المنطقة يتميز بالرمال الناعمة والموج الهادئ.


وأنشأت إسرائيل -بعد الاعتداء فى 5 يونيو- طريقاً أسفلتياً على الشاطئ السعودى، يربط إيلات بشرم الشيخ، كما توسعت فى مطار شرم الشيخ، وزودته بممرات إضافية للطائرات.


ولعل من المناسب أن أشير هنا إلى الأهمية الاستراتيجية لخليج العقبة:


1 - يمنح إسرائيل شاطئاً على الخليج الموصل للبحر الأحمر طوله 200 كم بقدر طول ساحلها على البحر الأبيض المتوسط تقريباً.


2 - احتلال إسرائيل شرم الشيخ يعنى إبعاد مصر نهائيا عن خليج العقبة، ويصبح الخليج بعد ذلك مشتركاً بين الأردن والسعودية وإسرائيل، وستكون إسرائيل بذلك هى صاحبة المصلحة الكبرى وصاحبة البناء الأهم فى تلك المنطقة، وستكون لإسرائيل أيضاً أكبر قوة بحرية فى الخليج، فيصبح بذلك الخليج مسيطراً عليه تماماً من إسرائيل.


3 - بوجود الطائرات الإسرائيلية فى مطار شرم الشيخ والبحرية الإسرائيلية فى �

قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، إن حرب أكتوبر 1973، آخر الحروب بين مصر وإسرائيل انتهت دون تحقيق انتصار عسكري لكلا الطرفين. وفي رده على سؤال: "من انتصر في حرب أكتوبر"؟، أجاب كيسنجر ـ في مقابلة سيبثها بالتليفزيون الإسرائيلي بدءًا من 13 أكتوبر الجاري ـ بقوله: "لم يكن هناك انتصار واضح؛ لقد أثبتت إسرائيل أن الجيوش العربية المدعومة سوفيتيا لا يمكنها هزيمتها، خاصة أن إسرائيل تمتعت بدعم أمريكي مماثل، ولهذا عندما تعافت قواتها من المفاجأة المصرية عملت بفعالية وجرأة". لكنه أشار إلى "أنها (إسرائيل) تعلمت درسًا جديدًا، فسقوط 2600 من جنودها قتلى كان ضربة قاسية لها، لكن بعد 40 عامًا تحسن وضع إسرائيل، فهي الآن عضو مقبول بالمجتمع الدولي، وشاركت في مسيرة سلام مع أحد المشاركين في الحرب، إلا أن تلك الأخيرة كان تجربة مؤلمة لها"، وفق ما نقلت صحيفة "هاآرتس" عن مقتطفات من المقابلة. وعن شهادته عن الحرب، قال كيسنجر "في الأيام الثلاث الأولى قيل لنا إن الجيش المصري سيُباد وإن القوات الإسرائيلي ستعبر قناة السويس، وكان تحركاتنا الدبلوماسية معتمدة على تلك الافتراضات، الإشارة الأولى على أن الأمور تغيرت كان صباح يوم الثلاثاء التاسع من أكتوبر، عندما زارني السفير الإسرائيلي وملحقه العسكري اللواء موطيه جور، وقالوا لي إن إسرائيل تكبدت خسائر باهظة على الجبهة المصرية وإن جولدا (مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك) تريد المجئ لواشنطن لتطلب من الرئيس (ريتشارد) نيكسون المساعدة، قلت لهم أنني سأبلغ الرئيس بأخر المستجدات، وفعلت، وأوصيتهم ألا تغادر مائير إسرائيل في ذروة الحرب وتأتي لواشنطن طالبة المساعدة، كي لا يفسر الجانب الثاني الأمر كعلامة على الضعف الشديد". وأضاف "فيما يتعلق بالجانب العسكري، أبلغت المبعوثين الإسرائيليين بأننا ملتزمون بتعويض النقص الإسرائيلي في ظل الخسائر وأنهم في استطاعتهم استخدام الاحتياطي العسكري الذي لديهم، وأن الولايات المتحدة ستعود وتضخ لهم المساعدات العسكرية، وبدأنا في تزويدهم بطائرات الفانتوم".  وأردف كيسنجر قائلاً: "كان القرار الذي اتخذناه في الساعات الأولى للحرب، هو عدم السماح بهزيمة إسرائيل وعمل كل ما يلزم لتجنب ذلك، كنا مصممين أيضا على أن تكون هناك مبادرة سلام في أعقاب الحرب، شريطة ألا تأتي تلك المبادرة بعد هزيمة إسرائيلية، لهذا عندما طلب تل أبيب وقف إطلاق النار رأيت أن هذه فكرة غير حكيمة، لكن بعدها اقترحنا على طرف ثالث أن يقترح هو وقف النار بدلاً من إسرائيل، عرضنا على بريطانيا هذا الدور ورفضت، ووافقت استراليا لكن السادات رفض".    وفي إجابته على سؤال: "لماذا رفض السادات، رغم أنه حقق هدفه بعبور قواته للقناة؟"، أجاب كيسنجر" أعتقد أن السبب في ذلك هو شعور السادات بالثقة المفرطة في ظل الانتصارات التي حققها، لهذا قرر عدم الاكتفاء بالخط الذي وصل إليه، والذي كان يبعد عن القناة عدة كيلومترات، والتحرك في اتجاه المضائق الجبلية  أي متلا والجدي،  لهذا قام السادات صباح الأحد 14 أكتوبر بهجوم مدرع، وكانت نتيجة المعركة عكس الأسبوع السابق لها، حيث فقدت مصر مئات الدبابات في تلك الأيام، وكان هذا مقدمة لعبور القناة في الاتجاه المضاد". وعن قرار مائير بعدم القيام بضربة استباقية صباح يوم الحرب، قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: "نحن نتحدث عن حرب قامت في الساعة الثانية ظهرا من نفس اليوم، لهذا فالسؤال هو (إلى أي درجة ستكون الضربة المستبقة فعالة، دون أن يكون سلاح الجو الإسرائيلي مستعدا للعمل ضد المنظومة الدفاعية الصاروخية التي نصبها السوفييت على طول قناة السويس) لهذا فأنا اعتقد أن قرار جولدا كان معقولاً".    وأضاف كيسنجر "يوم 5 أكتوبر أبلغتنا إسرائيل أن هناك قلقًا من الحرب، لكن لا يوجد أي خطر محدد من أي نوع، هناك فقط تخوف إزاء تركيزات القوات التي علمنا بها والتي يمكنها أن تكون على درجة عالية من الخطورة".  وفيما يتعلق برؤيته للرئيس السادات، قال كيسنجر "لم نعرف شيئا عن السادات عندما وصل للرئاسة في مصر، كانت تقديراتنا أنه لن يبقى في موقعه أكثر من عام، لم يكن أحد ما ينظر إلى السادات بجدية"، وفي سؤال من معدي الحلقات عن استهانة تل أبيب بتهديدات السادات بشن الحرب أوضح المسئول الأمريكي "لقد أطلق السادات تهديدات كثيرة ضد تل أبيب على مدار فترة زمنية طويلة، ووفقا لتقديراتنا لم يكن للسادات القدرة العسكرية على تنفيذ تهديداته، وكانت تلك عي تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، التي وصلتنا مرارا وتكرارا".    

قالت صفحة أنا آسف ياريس على موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك :"هل تعلم أن أسرة الرئيس مبارك لا تستطيع زيارة الرئيس مبارك فى السجن بدون أذن أو تصاريح رسمية وفى أوقات الزيارة الرسمية فقط ، فى حين أن دول الغرب ومفوضى الاتحاد الاوربى من غير زى صفة يزوروا الاخوان فى السجن ليلاً ونهاراً..!


واردفت الصفحة :  هل تعلم أن مصلحة السجون رفضت فى أوائل فترة سجن الرئيس مبارك حضور طبيبه الالمانى لمباشرة حالته الصحية بدعوى التدخل فى الشأن الداخلى المصرى..فى الوقت الذى أصبحت أبواب مصر مفتوحة للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى بيد الاخوان..!


واستكملت : هل تعلم أن الرئيس مبارك رفض الوساطة الغربية والامريكية فى أحداث يناير بينه وبين الشعب ورفض جميع الصفقات التى عرضت عليه وتم سجنه ولم نسمع أى دولة غربية تطالب بالافراج عنه..فى الوقت الذى دول الاتحاد الاوربى والغربى يتدخل علناً للأفراج عن مرسى !


وتابعت : هل تعلم أنه تم تحويل الرئيس مبارك من مستشفى شرم الشيخ ومن مستشفى الطب العالمى " على سرير المرض بدون رحمة أو ضمير" ووضعه فى قفص المحاكمة..فى الوقت الذى يجلس فيه مرسى فى مكان أمن ويتابع كل ما يجرى ويزوره المفوضين الاوربين..!


هل تعلم أن الرئيس مبارك صدر قرار بنقلة الى سجن طرة وهو فى الجو عقاباً له على أبتسامته ..فى الوقت الذى يخرج أبن مرسى وأهله وعشيرته يهددوا الجميع بدون حساب..!



هل تعلم أن الرئيس مبارك برغم كل التشويه والاهانه والظلم وتلفيق القضايا رفض تدويل قضيته دولياً حتى لا يتم التشكيك فى القضاء ولا يكون زريعة للتدخل الاجنبى فى مصر..فى الوقت الذى تتدخل أوربا كلها من أجل مرسى..!


 هل تعلم أن الرئيس مبارك دخل فى عراك سياسى ولفظى بينه وبين أوباما بسبب التدخل فى الشأن الداخلى لمصر وقال له " أنت لا تفهم فى الثقافة المصرية" فى الوقت الذى تهدد أمريكا بقطع المعونة عن مصر بعد الاطاحة بمرسى..!



واختتمت الصفحة التدوينة قائلة : عفواً يا سادة فالرئيس مبارك أشرف من مناصبكم حتى وأن كان داخل سجنه.

كشفت سيسيليا ساركوزي، طليقة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، التي باتت تحمل لقب «أتياس» بعد اقترانها برجل الدعاية المغربي الأصل ريشار أتياس، عن تفاصيل الوساطة التي ساهمت فيها لإطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين كانوا محتجزين في ليبيا، كما كشفت عن سبب تخليها عن موقع سيدة فرنسا الأولى. جاء ذلك في مذكراتها «رغبة في الحقيقة»، الكتاب الذي يخطف الأضواء من مئات الروايات وكتب السياسة التي تنزل إلى المكتبات في مثل هذا الموسم من السنة. ونقلت فقرات منه "الشرق الأوسط" اللندنية ففي مذكرات نشرت فصول منها، أمس، اختارت سيسيليا أن تروي ما عاشته منذ سنوات طفولتها المبكرة وحتى مغادرتها «الإليزيه». وقالت الفرنسية الأولى السابقة إنها ذهبت إلى طرابلس بصحبة الأمين العام لقصر الرئاسة كلود غيان لكنها مضت للقاء العقيد الراحل معمر القذافي بمفردها، دون حرس خاص وفي سيارة يقودها سائق ليبي لا يتحدث الإنجليزية، أوصلها إلى «القلعة الشهيرة» التي كان يقيم فيها العقيد الليبي الراحل. وأضافت أنها كانت صامتة طوال الوقت وعاجزة عن الاتصال بأي كان لأنه كان هناك تشويش على هاتفها الجوال. وقد استقبلها مرافقون قادوها إلى مخبأ مصفح يقع تحت القصر، قرب الخيمة التي كانت قد قابلت فيها القذافي في رحلة سابقة، وأغلقوا الباب بالمفتاح.. ثم فتح باب آخر ودخل القذافي. تصفه سيسيليا بأنه كان «الرياضي العجوز والعاجز نفسه، بوجه منتفخ وملامح مرتخية، مثل ممثل رديء رداءة الديكور المحيط به». وتضيف أنها لم تعطه الفرصة ليأخذ الكلمة، بل انطلقت تعترض على الطريقة التي عوملت بها وتأخير لقائها به بحجج مختلقة، راجية إياه عدم الاقتراب منها ومحذرة من أنه سيكون مسؤولا أمام العالم في حال حدوث مكروه لها. ولما حاول تهدئتها والإعراب عن رغبته في دعوة زوجها الرئيس لزيارة ليبيا، ردت بأن ساركوزي لن يلبي الدعوة ما دام لم يجر الإفراج عن الممرضات. وفي نهاية اللقاء ألقى لها بالعبارة التي تنتظرها: «سأعطيك الممرضات.. خذيهن.. هل أنت سعيدة؟». وذكرت سيسيليا ساركوزي أنه كان عليها أن تستخدم هاتف طائرتها بوصفه وسيلة وحيدة للاتصال بالرئيس الفرنسي. وإزاء المماطلات الليبية، أمرت موظفي الأمن المرافقين لها بالذهاب إلى السجن لاستعجال الإفراج عن الممرضات والطبيب الذي كان قد نقل إلى سجنهن في وقت سابق. وبعد هرج ومرج خرجت الممرضات على عجل من دون أخذ حاجياتهن، وكانت هناك سيارات ذات دفع رباعي نقلت الجميع إلى المطار. وتقول سيسيليا إنهم لم يشعروا بالأمان إلا بعد أن غادرت الطائرة المجال الجوي الليبي.

هل من الممكن أن تنسحب إسرائيل طواعية من الأراضى العربية؟ وكم مرة انسحب الاستعمار من أى دولة برغبته؟ ولماذا ينسحب وأصحاب الأرض منشقون على بعضهم متهالكون فى كل شىء إلا الاستعداد؟


كلها أسئلة دارت فى رأسى قبل الحرب التى وجدت لها الإجابة، كما كتبت بخط يدى، أن أى احتلال لا يخلى موقعه إلا بالقوة العسكرية المؤكدة، سواء مارست هذه القوة ضغطها بالقتال الدامى أو أشعرت العدو بها فخشى من تكبيده خسائر فادحة، إذن كان لا بد أن تكون قواتنا المسلحة قادرة وواثقة من نفسها، ومن سلاحها، ومن قادتها، بحيث تمثل درجة عالية من الكفاءة تتيح لها أفضل الأداء فى الوقت المناسب، ولا بد بالطبع أن تعتنق القوات مبدأ حتمية القتال بديلاً، وأن الحل السلمى ليس وارداً إطلاقاً، وأن المعركة لا بد أن تحدث وفى أقرب وأنسب وقت ممكن، تلك قناعتى وهى مساوية لشرف بدلتى العسكرية التى عدت إليها مرة أخرى.


لقد كنت مقتنعاً طوال مدة خدمتى العسكرية أن الرجل، لا السلاح، هو الذى ينتصر، فالنصر يتكون أولاً فى قلوب الرجال ثم يكتسبه الرجال فى ساحة القتال، وعلى هذا لا يمكن للمقاتل مهما تكن رتبته أو درجته ومهما تعطه من سلاح أن ينجح أو ينتصر إلا إذا وثق فى نفسه أساساً، ووثق فى قادته وفى سلاحه وفى عدالة قضيته، كل هذا إلى جانب إيمانــه أولاً وأخيراً بالله.


وعلى هذا فإن غرس الثقة فى النفس بين الجنود بعضهم البعض، وبينهم وبين القادة وبين الجميع، والسلاح، كان من أهم الأمور التى ركزت عليها فى كلماتى منذ أول يوم مارست فيه مسئولية القيادة، لقد كان فى يدنا سلاح جيد إلا أن المناخ العام شك فيه كثيراً، شك فى حجمه، وشك فى نوعيته، نعم أعترف بوجود أسلحة ومعدات أكثر تقدماً عما لدينا فى بعض التخصصات، لكن من قال إن السلاح الذى فى أيدينا انعدمت مقدرته لأنه غير كفء أو غير متطور؟ إن من يقول ذلك يستهدف به عن قصد إيجاد ذريعة لعدم القتال، مع أنه من الممكن وبمعدات تكميلية أن ترفع كفاءة بعض الأسلحة، وهذا ما فعلناه فعلاً، إذ حصلنا على معدات تكميلية من دول مختلفة رفعت كفاءة تلك الأسلحة، وفاعليتها، بل إن بعض تطويرات الأسلحة والمعدات ابتكر على يد مصريين.


وعلى أى حال ومهما تكن الأسباب، فإنه يجب أن نراعى عند تخصيص المهام للقوات أن تناسب طبيعة الأسلحة، والإمكانيات المتاحة لنا، وأن نعرف نقاط ضعف العدو ونحاول استغلالها، ونقاط قوته ونحاول إبطالها بخطط ذكية، وفى الوقت نفسه نستفيد من نقاط وعوامل قوتنا ونقلل بقدر الإمكان من نقاط ضعفنا، أى باختصار شديد يمكن أن نضع أفضل الخطط حسب الظروف والإمكانيات المتاحة لنا، ويمكن بتلك الخطط أن نحقق مهامنا القتالية، لذلك ركزت فى لقائى مع رجال القوات المسلحة على وجوب الثقة فى كفاءة السلاح الذى بأيدينا، ولم يكن ذلك مجاملة لأحد، المهم كيف نستخدمه بشكل أكثر فاعلية وتأثيراً، ولعل نتائج حرب أكتوبر أكدت صدق ما كنت أقول، وكان علينا بالنسبة للظروف المحيطة بنا أن نصون هذا السلاح، وأن نرعاه وأن نستخدمه أفضل استخدام، ليس لتطبيق المبادئ العسكرية فحسب، بل لأن ما كان لدينا هو الأساس ولم يكن لنا أن نتركه هدراً، إن تركناه نحن فلن يتركه العدو.


وللحق استجاب الرجال وتعاونوا معى بسرعة وبمنتهى الجدية، خصوصاً أنه تربطنى بمعظمهم أواصر زمالة سابقة لمسوا من خلالها مدى جديتى وعزمى على بذل أقصى جهد وطاقة، للارتقاء بالكفاءة القتالية للوحدات والتشكيلات التى خدمت بها، إضافة إلى جهودى عندما كنت قائداً للجبهة بعد عدوان 67، ثم وأنا رئيس للأركان، وكان لذلك أكبر فضل فى دعم الثقة المتبادلة بينهم وبينى، فضاعفوا من جهودهم وكان عملهم أقرب إلى المعجزة، لا سيما أنهم استشعروا فى كل لحظة أن أمل أمتهم ومصير وطنهم بين أيديهم، كما أنهم استشعروا دورهم المتعاظم، خصوصاً بعد قرار السيد الرئيس الصادر فى 8 يوليو عام 1972 بإنهاء عمل الخبراء السوفيت، وكان هذا القرار يعنى أن حتمية المعركة أصبحت غير قابلة للنقاش، وأن المسئولية بأكملها أصبحت فى عنق الفكر المصرى والساعد المصرى، كما أن ذلك كان يعنى أيضاً ثقة مطلقة من القائد الأعلى فى القوات المسلحة، وكانت تلك ملامح الصورة على الجبهة.


لقد هالنى ما قيل من عدم إمكانية تحقيق أى تعاون أو تنسيق بين سوريا ومصر، كنت أسال نفسى وأقول لزملائى: لماذا هذا الكلام؟ إن مصر وسوريا منذ عصور التاريخ الغابرة لهما دورهما الخالد فى الدفاع عن المنطقة، تقول لنا كل شواهد التاريخ المعاصر، كما يقوله لنا المنطق والحسابات العسكرية: إن البلدين يشكلان فكَّى كماشة تطبق على العدو كالبندقة، وتستطيعان تحطيم ضلوعه وشل حركته، وهما دولتان عربيتان بينهما تاريخ بعيد مشترك، وتاريخ قريب ممتد، وتربطهما اليوم مصالح واحدة ويجمعهما معاً هدف واحد، والإنسان العربى فى سوريا مثله مثل الإنسان العربى فى مصر، كفء وقادر على البذل والعطاء، فلماذا إذن تلك الهواجس والشكوك، وكان منطقيّا أن أزور سوريا الشقيقة، وهناك التقيت رفاق السلاح، وناقشنا الموقف كله بصراحة، وبدأنا على الفور نجهز ونرتب لعمل مشترك مرتقب وحتمى، وعندما كنت أنظر إلى ملامح الصورة على الجانب الآخر كنت أتوقف أمام عناصر القوة لدى العدو.


فهذه هى قناة السويس، كمانع مائى فريد فى طوله وعرضه وعمقه، وتلك هى تحصينات خط بارليف الممتدة بطول القناة، وبما تحويه من نقاط قوية مدعمة بالأسلحة والمعدات المتطورة، ويحيط بها كل ما تفتق عنه الفكر البشرى من الموانع، ومن وراء ذلك كله خطوطه الدفاعية الأخرى وتجمعات مدرعاته القوية وطيرانه المتفوق، وعلى ضوء تلك الحقائق أخذنا نفكر -القادة كل فى اختصاصه وأنا- بعد أن طرحنا نهائيا فكرة تأجيل الحرب إلى حين الحصول على سلاح مماثل، وفى إطار ثقتنا جميعاً فى أن السلاح بالرجل وانتهينا إلى وضع خطة شاملة تكفل حل كل المشكلات والعقبات العسكرية وتؤدى فى الوقت نفسه إلى تحقيق الآتى:


أولاً: مفاجأة العدو:


واستلزم تحقيق هذا الهدف وضع خطة خداع استراتيجى وتعبوى وتكتيكى، اشترك فى تنفيذها مع وزارة الحربية الأجهزة المعنية فى الدولة.


ثانياً: اقتحام قناة السويس وتدمير خط بارليف:


ومثلما تطلب اقتحام القناة دراسات عديدة ودقيقة لتحديد أنسب الوسائل وأنسب الأوقات التى تضمن نجاح هذه المهمة فى أقصر وقت وبأقل خسائر ممكنة، فقد تطلب تدمير خط بارليف واقتحامه دراسات مكثفة أخرى وتدريبات واقعية عنيفة استخدمت فيها المعدات التى ابتكرها فكر المقاتل المصرى، وكانت إلى جانب إصراره سبباً فى سقوط هذا الخط فى زمن أثار دهشة العدو وإعجاب رجال الفكر العسكرى فى أنحاء العالم، لاسيما أن الاقتحام تم بالمواجهة.


ثالثاً: تقليل أثر تفوق العدو فى المدرعات والطيران:


بالنسبة للمدرعات قررنا أن نمكن الجندى من مواجهة الدبابة، والتغلب عليها بشتى الوسائل خصوصاً فى الساعات الباقية على الانتهاء من إقامة المعابر التى تعبر عليها مدرعاتنا وأسلحتنا الثقيلة، ولقد نجح جنودنا فى تحقيق تلك المهمة وأصبح أمر صمود الدبابات فى المعارك موضع تساؤل ودراسات على ضوء ما حدث أثناء معارك أكتوبر.


وللتغلب لى تفوق العدو فى الطيران كان سبيلنا إليه تحقيق أمرين:


1- أن يكون هجومنا على طول المواجهة وهو ما يرغم العدو على توزيع ضرباته الجوية المضادة.


2- تعاون كامل ودقيق بين قوات الدفاع الجوى بشبكة صواريخ وقواتنا الجوية بطائراتها بحيث يتمكن الاثنان معاً وبتنسيق بينهما من مواجهة طائرات العدو.


ولقد نجح الأسلوب إلى أقصى حّد وفقد العدو منذ الساعات الأولى للحرب ميزة تفوقه الجوى.


ولم تكن تلك هى كل المشكلات التى واجهتنا ونجحنا فى التغلب عليها؛ إذ كانت هناك مشكلات أخرى كثيرة، ولكن لم يحن الوقت للكشف عنها أو للحديث عن أسلوبنا فى التغلب عليها، هكذا كان الموقف مصريا وسوريا وفى جبهة العدو، على أن هناك ساحة أخرى مهمة لتحركاتنا وأعنى بها الدول العربية، إنها بغير جدال أمة واحدة لها تاريخها المشترك، وثقافتها الواحدة، ومصيرها الواحد أيضاً، وهى قوة لها ثقلها فى المحيط العالمى، فهل يمكن أن ندخل الحرب ونحن بعيدون عنها أو وهى فى معزل عنا؟


بديهيا لا يمكن ذلك، وهذا هو ما دفع الرئيس أنور السادات إلى تنقية الجو العربى وإزالة ما علق به من شوائب تعمل مع استمرار وجودها على إيجاد الخلافات والتناقضات بين أبناء الأسرة الواحدة، وهذا أيضاً كان راسخاً فى يقينى واعتقادى.


 


وعلى ضوئه، بدأت جولاتى فى الدول العربية وكان حديثى مع القادة العرب يدور حول تأكيد حتمية المعركة وحتمية النصر فيها بأى ثمن، لم نكن نطلب من أحد أن يحارب معركتنا بدلاً منا، ولم نكره أحداً على المساهمة بجهد محدد، بل كان الهدف إيجاد مناخ صالح للمعركة وحشد الإمكانيات المتاحة والممكنة سواء كانت بشرية أو سلاحاً أو مالاً أو حتى تأييداً سياسياً ومعنوياً، وكانت جولتى مجرد خطوة على طريق التمهيد السياسى والجهود المكثفة التى بذلها القائد الأعلى الرئيس محمد أنور السادات أثناء لقاءاته بالرؤساء العرب ومن خلال زيارته لأكثر من دولة عربية خصوصاً فى الأسابيع السابقة على الحرب مباشرة، وبهذه التحركات أصبح مسرح العمليات جاهزاً للحركة وصارت القوات المسلحة المصرية والسورية فى وضع الاستعداد النهائى.


وخلال تلك الفترة بطبيعة الحال لم تنقطع الاجتماعات على كل المستويات، وأهمها اجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مصر، وعقد عدد منها برئاسة الرئيس السادات وكان بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة يركز على ثلاثة عناصر:


1- ثقته المطلقة فى القوات المسلحة فكراً وقيادة وأداء.


2- مسئوليته التاريخية لمعركة التحرير والمصير.


3- تحذيره من اتباع النمطية فى التخطيط والتنفيذ.


لقد كانت النمطية هى ما أكرهه كرهاً شديداً، فهى أسلوب كلاسيكى يضع قيداً على الحركـة ولا يترك مجالاً للابتكار والإبداع سواء فى التخطيط أو فى التطبيق التكتيكى والنواحى الفنية خلال التنفيذ.


أيضاً كانت هناك على مستوى القيادة الاتحادية اجتماعات للمجلس الأعلى المشترك للقوات المسلحة فى مصر وسوريا اعتباراً من يوم 21 أغسطس عام 1973 لتنسيق الشكل النهائى للمعركة.


ولعلنى الآن وأنـا أسترجـع تـلك الأيـام العصيبـة فى ذهنـى أجــد أن ما رسمناه من خطوط رئيسية لمرحلتنا كان واضحاً تماماً فى فكرى، لم يكن هناك مجال للصدفة، كان كل شىء يمضى وفق أحدث الأساليب علميا وعالميا، لقد كنا نسير فى ثلاثة محاور رئيسية مهمة:


أولها: رفع كفاءة الخطة الدفاعية عن البلاد وما يستلزمه ذلك من تجهيزات وإمكانيات.


ثانيها: وضع الخطط لردع العدو إذا ما حاول بقدرته المعتادة أن يعتدى علينا.


ثالثها: وهو الأهم، وضع الخطة الشاملة للمعركة المنتظرة.


وعلى الرغم من تعارض هذه المحاور أحياناً فإننا وبفكر مصرى خالص استطعنا أن ننفذها بكفاءة عالية عبرنا بها مرحلة الاستعداد الصابرة إلى مرحلة الاقتحام الدموى التى اقتحمت بها أمتنا العربية كلها آفاق العصر الجديدة، لتحتل مكانتها اللائقة كقوة مؤثرة لها حسابها فى موازين العالم كله.


كان لا بد من وضع خطة خداع شارك فيها الرئيس نفسه، ووزارة الخارجية كان لها دور مهم فى خطة الخداع.


وفعلاً قبل الحرب بـ60 يوماً وجد ضباط متخصصون لتنفيذ خطة الخداع ومعهم ورقة ينفِّذون ما بها بالضبط، وكانت كلمة سر الحرب حرف الياء، وقبل الحرب بأسبوع أو عشرة أيام، وضعت غرفة العمليات خطة من ضمن خطط الخداع، تمثلت فى أن مصر ستنفذ مشروعاً استراتيجيا وسُرِّب الخبر وبياناته إلى إسرائيل وجزء منه مشفر، وبالفعل صدقت إسرائيل أن مصر على وشك دخولهـا فى مشروع، لذلك استطعنا أن نوهم العدو أنه لا توجد حرب ووجدوا عساكر يلعبون كرة قدم وجاء موشى ديان بنفسه ليرى الوضع على الجبهة يوم الحرب، ووجد العساكر يلعبون ورجع، وفى الساعة الثانية وخمس دقائق قال لجولدا مائير إنه لا يوجد أى حرب فردت عليه: لا، تم ضرب قواتنا الجوية مركز 10، وهو مركز تحت الأرض بمسافة طويلة وعبارة عن غرفة رئيسية ويوجد منها غرف جانبية بمحطات كهرباء وتكييف لكن حدث عطل فى التكييف أثناء الحرب وتم تشغيل المراوح العادية كما يوجد تليفونات لاسلكية، ولكن تم توصيلها بمكان بعيد عن مركز 10 حتى لا يتسنى للعدو معرفة مكان قيادة الحرب.


لم يُعرف موعد الحرب ولا يوجد أى ضابط يعرف الموعد إلا مساء يوم الجمعة عندما جاء اللواء الجريدلى مع رئيس هيئة العمليات اللواء الجمسى، وأخذوا مجموعة من الضباط وكتبوا ورقاً بخط اليد تقرر أن تكون ساعة سين ساعة 1405 يوم 6 أكتوبر، ووضعت فى أظرف وسلمت لضابط المراسلة الذى سيصل إلى قائد الجيش شخصيا، وتم اختيار ضباط المراسلة، وصدر لهم تعليمات مفادها: إذا حدثت له مشكلة فى الطريق يبلع الورقة على الفور ما عدا فرقة واحدة هى التى أخذت هذا الظرف قبلها بأسبوع، مع العلم أن الضباط الموجودين فى نفس غرفة العمليات لم يعرفوا ذلك.


وكانت مدمرة تذهب من خليج طبرق من البحر الأحمر وتنحدر إلى مضيق باب المندب وكانت الرحلة تستغرق أسبوعاً فى رحلتها.


بعد ذلك يوم السبت فى الصباح، قلت لهم أن ينزلوا خريطة الحرب التى تدربوا عليها، وكانت عملية منظمة جدا.


وفى الساعة 12 والنصف خرجت من مركز 10 ولم أترك أى خبر لأى شخص، أين سأذهب، وتوجهت للرئيس السادات فى منزله واصطحبته معى مرة أخرى إلى مركز 10.


مركز 10 عبارة عن غرفة كبيرة مربعة ويوجد طاولة كبيرة بطول الغرفة والرئيس السادات يجلس فى النصف على يمينه، وعلى الشمال رئيس أركان حرب الفريق سعد الدين الشاذلى ويواجهنا من الناحية الأخرى اللواء حسن الجريدلى وبجانبه 2 من الضباط يتناوبان كتابة أى أوامر يصدرها لهم الرئيس أو أنا أو رئيس الأركان.


وكان الجمسى جالساً على مكتب بمفرده وبجانبه النائب الخاص به، وفى بعض الأحيان يجلسون بجانب بعض، وبعد مكتب الجمسى مكتب مشابه له يجلس فيه 2 من العمداء يعملان فقط على السيطرة على المكان ومن له حق الدخول أو الخروج، ويدعوان رئيس مكتب السيطرة، وليس لهما علاقة بالحرب أو العمل الذى يتم.


وفى الجانب الآخر البعيد توجد شاشة من الزجاج وخلف الشاشة عساكر يرتدون ملابس سوداء، وهذه الشاشة مرسوم عليها منطقة القناة والمطارات العسكرية والعدو وسيناء كلها، ويتم الرسم بالعكس حتى يرى ما بداخل غرفة مركز 10، الرسومات مضبوطة ويرسمون بألوان مختلفة الطيارات المصرية، لون لمصر وطيارات العدو لون مختلف.


وفى الجانب الأخير من مركز 10، معلق عليه خريطة كبيرة عليها خطة الحرب التى تم تنفيذها، وفى منتصف المركز خريطة كبيرة موضوعة وحولها ضباط فرع التخطيط وعليهم مسئولية متابعة الخطة.


وهمست فى أذن الرئيس أنور السادات، قائلاً: «مبروك يافندم كل الضربة الجوية نجحت والبقاء لله، شقيقك عاطف استُشهد فى الضربة الجوية»، فرد علىَّ السادات «كلهم أولادى زيه زى باقى زملائه».


الساتر.. القناة.. الخط


نكون أو لا نكون


كان خط بارليف والساتر الترابى هو أكثر ما يشغلنى أثناء الإعداد لتخطيط مسار الحرب فى أكتوبر 1973، وكان السؤال الذى لا يفارقنا أنا واللواء الجمسى هو كيف سنتغلب على تلك الحواجز التى أعلنت جولدا مائير يوم زيارتها لها، أنها رمز للذكاء الإسرائيلى، وأن أى اعتداء على خط بارليف بمثابة إهانة لهذا الذكاء الإسرائيلى؟ لم يكن الأمر مقصوراً على خط بارليف والساتر الترابى فقط، ولكنه امتد إلى قناة السويس ذاتها، فهى مانع مائى بعمق 16 متراً، وعرض يتراوح ما بين 180 متراً - 220 متراً. وهو ما يعنى تركيز نقاط العبور بشكل يجعل اصطياد قواتنا، أمراً سهلاً. بالإضافة إلى قيام إسرائيل بتلغيم حافة القناة على ضفتها الشرقية بشكل لم يسبق له مثيل. وكأن الجغرافيا تعاندنا هى الأخرى وتضع أمامنا عائقاً تلو العائق.. فقد كانت ظاهرتا المد والجزر فى مياه القناة، مشكلة أخرى تزيد من صعوبة قوات العبور عند البدء فى تثبيت الكبارى. فمنسوب المياه يتغير فى القناة أربع مرات فى اليوم الواحد، ليصل الفارق بين أعلى وأقل جذر 60 سنتيمتراً فى شمال القناة، و200 سنتيمتر فى جنوبها. وقد تغلبنا على تلك المشكلة بدراستها لتحديد أنسب ساعة فى اليوم للعبور، وبدأنا فى تدريب قواتنا على إنشاء الكبارى فى أقل وقت ممكن، كى تتمكن الدبابات والأسلحة الثقيلة من العبور للضفة الشرقية لفتح ثغرات وممرات فى الساتر الترابى، وكذلك دخول المدرعات والدبابات لعمق سيناء. كان التدريب يتم على ذلك فى غرب الدلتا، ومن خلال التدريب اكتشفنا أن إحداث ثغرات فى الساتر الترابى باستخدام نيران المدفعية والعبوات الناسفة، يستغرق وقتاً لا يناسب عملية العبور. فبدأ سلاح المهندسين فى القوات المسلحة فى إجراء التجارب على استخدام مضخات مياه ألمانية بعد إجراء تعديلات على طريقة عملها لتضخ 200 متر مكعب من المياه فى الساعة. وكانت تلك هى الطريقة التى وقع اختيارنا عليها، فقمنا بشراء 150 مضخة ألمانية، بالإضافة إلى ما كان لدينا وهو 350 مضخة بريطانية الصنع، وخصّصنا خمس مضخات لكل ثغرة؛ إذ كان على القوات أن تفتح ما بين 75 - 85 ثغرة فى الساتر الترابى فى فترة لا تتجاوز خمس ساعات، لإزالة 1500 متر مكعب من الرمال.


ورأينا أنه فى ذات الوقت الذى تبدأ فيه المضخات بعمل الثغرات، يكون عبور جنودنا من طلائع القوات من الصاعقة والمشاة، لتسلق الساتر الترابى، بزاوية حادة تم قياسها بدقة، حاملين على ظهورهم الصواريخ المضادة للدبابات، والأسلحة الخاصة بهم.


الحقيقة أنه لم يكن لدينا ما يكفى من تلك الأسلحة، وكان الخوف الشديد على قواتنا ورجالنا الذين جازفوا بحياتهم فى تلك اللحظة، حيث أمطار النيران الإسرائيلية التى كانت تتربّص بهم. ولكن كان عليهم مهمة تدمير المدرعات والدبابات الإسرائيلية التى أنشأ لها العدو مرابض فى أعلى الساتر الترابى، وقد تدرّب الرجال على العبور عشرات المرات فى أحد المواقع بجنوب مصر؛ ولذا لم يكن من الصعب عليهم عبور القناة يوم 6 أكتوبر.


أما خط بارليف فكان يتكون من 30 موقعاً حصيناً، تم تشييدها بطول القناة من منطقة بورسعيد حتى بورتوفيق، وكانت مساحة كل موقع 500 متر × 500 متر، ويمثل كل موقع منها نقطة استطلاع، إضافة إلى كونها مركزاً هندسياً قوياً، وهو ما منح العدو فرصة السيطرة على قناة السويس شمالاً وجنوباً، لا من ناحية الضفة الشرقية وحسب، بل الضفة الغربية أيضاً. ودعم هذا الخط بخط ثانٍ داخل سيناء على مسافة كيلومترات من الخط الأول، تحسّباً لأى محاولة ناجحة لقواتنا فى عبور القناة.


كانت القناة هى نقطة الضعف الكبرى رغم التدريب عشرات المرات على العبور فى جنوب مصر، إذ إن العبور كان سيتم باستخدام مراكب مطاطية بطيئة، تُعد أهدافاً سهلة لمدافع العدو، بل إن إسرائيل أنشأت خزانات نابالم أوصلتها بأنابيب فى اتجاه الشاطئ الغربى للقناة، تشتعل أتوماتيكياً من داخل حصون خط بارليف فى حال حدوث أى محاولة لعبور القناة.


لقد كنا موضع إشفاق كل من يزور الجبهة من الخبراء العسكريين أو المسئولين فى الدول التى حافظنا على علاقتنا بها. كانوا يقولون عبارة واحدة: «إن عبور القناة مشكلة ليس لها حل، ولا يوجد لها حل، ولن يكون لها حل».. ولكن أثبت الرجال خير أجناد الأرض أن لا شىء يستحيل عليهم..


كان لدينا فى جبهة القناة جيشان ميدانيان هما الجيشان الثانى والثالث، يتضمنان خمس فرق مشاة فى النسق الأول للقوات المسلحة، بالإضافة إلى قطاع بورسعيد العسكرى، وخططنا لاقتحام القناة بالمواجهة وليس من الجوانب لعدم امتلاكنا العدد الكافى من طائرات الهليكوبتر التى تسمح بإنزال القوات كلها جواً، مع جعل الهجوم بطول خط المواجهة لتقليل ضربات طائرات العدو على قوات العبور. وكانت الخطة أن يعبر المشاة بأسلحتهم الخفيفة والأسلحة المضادة للمدرعات والدبابات ليشكلوا موجة العبور الأولى، وأن يصمدوا فى وجه العدو لمدة 24 ساعة لحين الانتهاء من إنشاء الكبارى وتثبيتها لعبور الدبابات. لقد كان تثبيت الكوبرى يستغرق ما بين 6 و8 ساعات.


لا يمكننى هنا إغفال الحديث عن الهيئات والإدارات صلب تنظيم القوات المسلحة التى بذلت ما فى وسعها لإزاحة العقبات الماثلة أمام القوات لإنجاح عملية العبور التى لم تكن بأى حال من الأحوال مصادفة، أو هدية من الحظ، ولكنها جاءت نتيجة للعمل الشاق، والإرادة المصرية التى أبت انكسار مصر. لقد عمل الرجال فى القوات المسلحة على تذليل كل الصعاب، ومنها تقليل زمن تثبيت وتركيب الكبارى على ضفتى القناة لتتراوح بين 6 - 8 ساعات، بدلاً من 12 - 24 ساعة. كما أنشأنا مصاطب للدبابات على الساتر الترابى المصرى على الضفة الغربية لمعاونة قوات المشاة ودعمها فى حربها مع المدرعات والدبابات الإسرائيلية لحين عبور الدبابات المصرية، وكان مدى نيران الأسلحة والدبابات المصرية يصل إلى عمق 2.5 كيلومتر.


وقمنا بتصنيع عربات جر لحمل الذخيرة المضادة للدبابات خلف المشاة مباشرة، نظراً لاحتياجهم إليها فى الساعات الأولى للمعركة، كما تم تدريب القوات المصرية على القتال الليلى والنهارى وبأرقى مستويات التدريب. كان تركيزنا طيلة فترة الإعداد للحرب يرتكن على رفع الحالة المعنوية للجنود، و

نشرت الصحيفة المصرية "فيتو" على وثائق سرية تم تسريبها من مكتب رئيس مجلس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، تلك الوثائق موجهة لوزير الاقتصاد والمالية القطري يوسف حسين كمال بتاريخ 17 سبتمبر 2012، وتُظهر محضر الاتفاق بين قطر والإخوان لتشكيل فريقين من قطر، الأول لمشاريع شرق التفريعة، والثاني لمشاريع "الديار القطرية" للاستثمار العقاري.



والمريب في الوثيقة أن قطر اتفقت مع المعزول مرسي على إنشاء محطة كهرباء في شرق التفريعة خاصة بإمداد الكهرباء لمنطقة صناعية متكاملة تخص قطر في المنطقة، وكأنها قطعة مستقطعة من قلب مصر، تمثل قطعة أرض قطرية داخل مصر، والمفاجأة التي أظهرتها الوثائق أن قطر كانت تعتزم إقامة قرية "لوجيستية" متكاملة في مصر! 



الوثائق التي حصلت عليها "فيتو" كتب عليها: "سري وعاجل جدًا"، وتؤكد - في محضر الاتفاق- أن إقامة المشاريع القطرية واستقطاع الأراضي المصرية للجانب القطري كان بناء على توجيهات من الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي والقطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لتحقيق مصلحة الطرفين، وتلبية لتوجيهات رئيس الوزراء الإخواني السابق هشام قنديل، والقطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

كما أكدت الوثيقة أن الإخوان وافقوا على تأجير صالة خاصة بمطار القاهرة للخطوط القطرية، ومنحت الطائرات الخاصة بالطيران الأميري القطري تصاريح عبور للأجواء المصرية، خلال ساعة واحدة من تقديم الطلب، وقابل الجانب القطري 


Search


الاكثر قراءة